روايات رومانسيهرواية كتاب الحب

رواية كتاب الحب للكاتبة منال سالم الفصل الأول

رواية كتاب الحب للكاتبة منال سالم الفصل الأول توقفت السيارة بعد رحلة طويلة أمام إحدى محطات الوقود لتُعيد تعبئة خزان السيارة بالبنزين، فنظر رائد من نافذة السيارة – ذات الموديل القديم – المجاورة له ليجد أمام ناظريه مروجاً خضراء منحدرة من تلك الجبال الشامخة التي تُحيط بتلك المنطقة النائية، وها هي الغيوم تحاول أن تحجب أشعة الشمس المتبقية من هذا الصباح البارد..

مال رائد بجسده قليلاً على ذلك الشخص الكهل الجالس بجواره ليسأله عن المسافة المتبقية لتلك البلدة البعيدة التي سيتوجه إليها، فأخبره ذلك الكهل بأنه لم يتبقى سوى بضعة أميال..

تنهد رائد في تعب وإرهاق، فقد تيبست عضلاته من كثرة الجلوس دون حراك على المقعد الخلفي لفترة طويلة، فتح أحد الركاب باب السيارة فتسربت بضعة نسمات هواء باردة، فجعلت أوصال رائد ترتعد، فقام بإحكام إغلاق معطفه الأسود الثقيل، ثم لف جيداً حول عنقه ذلك الوشاح الرمادي الداكن ليمده ببعض الدفء..

انتهى السائق من تعبئة السيارة بالوقود، ثم عاد مجدداً ليجلس خلف عجلة القيادة، ومن ثم أدار المحرك، وبدأ ينطلق بالسيارة بسرعة أكبر، وبعد أكثر من ثلاث ساعات وصل رائد إلى وجهته، كانت الشمس قد غابت تقريباً، وبدأ الظلام في الحلول..

ترجل رائد من السيارة وهو ممسك بحقيبة سفر جلدية صغيرة من اللون البني ( الماهوجني ) ثم نظر أمامه يتأمل تلك البلدة الهادئة في كل شيء حتى في إضاءتها الليلية، سار رائد على الطريق الأسفلتي بخطوات ثابتة، وهو ممعن النظر فيما يوجد حوله، لقد كانت البلدة تشبه في طرازها وتصميمها العام الطابع الأربعيني، فالمحال شبه هادئة وخاوية من روادها، والمنازل عتيقة الطراز ومبنية من الطوب الأحمر، وهناك مطعم وحيد مازال به بعض الأفراد، ومدون على لافتته العلوية أنه مفتوح طوال اليوم، لذا فسر سبب تواجد الناس به..

جاب رائد ببصره تلك اللافتات المتدلية من بعض المحال والمتناثرة على الطريق حتى قرأ عنوان المكان الذي ينشده، فتنهد في تعب، ثم أكمل سيره للأمام..

رائد خلدون هو أستاذ جامعي متخصص في دراسة الأدب الانجليزي – في منتصف الثلاثينات من عمره – انتقل حديثاً للعمل في تلك البلدة البعيدة والنائية لتدريس الطلاب المنتسبين هناك إلى فرع الجامعة المتواضع و الموجود بتلك البلدة، يتميز رائد بأنه ذو ملامح شرقية هادئة، وبشرة قمحية فاتحة، وهو أيضاً مُطلق للحيته وشاربه، أما عيناه فهما رماديتين داكنتين، وشعره قصير ويميل للنعومة، كما يتميز أيضاً بأنه فاره الطول، وعريض المنكبين، جسده ليس بالرياضي، ولكنه مشدود ومحدد تفاصيله..

لم يتخيل رائد يوماً أنه سيعمل في مكان هاديء كهذا، فهو أشبه بالريف المتحضر الذي يبعث الهدوء والسكينة على النفس، كما أن أهل تلك البلدة يتميزون بالطيبة والبساطة، وطموحهم ليست بالكبيرة – على حد علمه..
لقد كانت حياة رائد خاوية، ليس بها أي شيء مثير، فقد قضى معظم حياته ما بين الدراسة والعمل، ولم يكن هناك مكاناً للحب في حياته، وكلما تقربت منه امرأة ما، ابتعد عنها لأنها لم تجعله يشعر بالحياة..

لقد كان رائد دائم البحث عمن تأجج مشاعره الكامنة، عمن تشعل شعلة الحب الخامد في قلبه، بلى لقد قرأ عن ذلك الحب الجارف في كتبه، ولكن للأسف من قابلهن كانت بهن جميع الخصال التي يتمناها الرجل إلا ذلك الحب الذي ينشده..
زفر رائد بعمق قبل أن يغير مساره ويتجه ناحية مبنى الجامعة الوحيد الموجود في طرف البلدة، كانت الأجواء هادئة حول ذلك المبنى ذو اللون الطوبي القديم على الرغم من وجود عدد محدود من بعض الطلبة..

سار رائد في اتجاه مدخل المبنى الجامعي، وصعد على الدرجات الرخامية ذات اللون الفاتح، ثم توجه ناحية مكتب السكرتارية الملحق بالطابق الأول..
مد رائد يده في داخل جيب معطفه، ثم أخرج منه كارتاً صغيراً مدون عليه اسمه..

أمسكت السكرتيرة بالكارت، وابتسمت في هدوء مصطنع له وهي تقرأ البيانات المدونة فيه، وأشارت له بيده لكي يجلس، فاستدار رائد بجسده، ونظر إلى حيث أشارت السكرتيرة، ثم اتجه إلى تلك الأريكة الجلدية السوداء والعريضة، وجلس عليها، وأسند إلى جوار ساقيه حقيبة سفره..
دلفت السكرتيرة إلى داخل المكتب الملاصق لها، ثم عادت بعض لحظات وعلى وجهها ابتسامة عريضة و..

-السكرتيرة بنبرة حماسية، ونظرات متفحصة: تفضل سيد رائد، الأستاذ عماد في انتظارك
نهض رائد عن الأريكة، وترك حقيبة سفره بالخارج، ثم دلف إلى داخل المكتب لكي يقابل عميد فرع الجامعة..

استقبل الأستاذ عماد رائد بالترحاب الشديد، وشكره على قبوله العمل في ذلك المكان النائي، ووعده بأنه سيقضي وقتاً طيباً هنا، وأخبره أن طبيعة الناس في تلك البلدة هي السماحة والطيبة، ثم طلب منه ان يرافقه لكي يقدمه إلى أعضاء هيئة التدريس وزملائه في العمل..
دلف الاثنين خارج المكتب، ثم سارا عبر رواق عريض حتى وصلا إلى نهايته، فقرأ رائد ما دُون على اللافتة الذهبية الصغيرة المعلقة على باب زجاجي ذو إطار خشبي..

-رائد بخفوت وهو يمط شفتيه: أعضاء التدريس..
أشار الأستاذ عماد لرائد بالدخول إلى تلك الغرفة الواسعة، فابتسم له رائد في هدوء، ولحق به إلى الداخل.

قام الأستاذ عماد بتقديم رائد إلى زملائه في الجامعة الذين بادلوه التحية والترحيب، وتمنوا له عاماً دراسياً موفقاً، وكان من بين الحاضرين امرأة جميلة في ريعان شبابها، هي حسناء المظهر، ولكن ملامح وجهها توحي بأنها مغرورة ومتعالية، وشخصيتها قوية، بشرتها بيضاء كالثلج، وشفاهها ممتلئة للغاية، كانت تلك المرأة متفننة في وضع مساحيق التجميل بغزارة على وجهها، فنجحت في لفت أنظار رائد، فسلط بصره عليها..

اقتربت تلك المرأة – والتي كانت ترتدي فستاناً ضيقاً من اللون الأزرق الزاهي – من رائد وقامت بمد كف يدها الرقيق لتصافحه، فأمسك به وصافحها وهو ينظر إليها بنظرات دقيقة، ثم اشتم رائحة عطرها القوي الذي آسر أنفه و..
-جينا بصوت أنثوي ناعم، ونظرات مغترة: مرحباً بك، أنا جينا
-رائد بصوت رخيم، ونظرات متفحصة: مرحباً.

تعمدت جينا أن تتمايل بجسدها أمام رائد وهي تبتعد عنه تاركة إياه يتخبط في سحرها الآخاذ، وهي واثقة أنها ستوقعه في شباكها عما قريب، لينضم إلى تلك القائمة العريضة من ضحايا حبها الزائف..

تشوق أعضاء هيئة التدريس إلى معرفة أخر المستجدات بالجامعة وبالمدينة، فغالبيتهم كانت تتوق إلى العودة للمدينة، والبدء هناك حيث الترف وحياة الرفاهية، تعجب رائد من رغبتهم الجارفة تلك على الرغم من أنه قد شعر بالارتياح منذ أول لحظة طرأت فيها قدميه أرض ذلك المكان..

ثم اصطحب عميد الجامعة رائد بعد هذا إلى المبنى السكني الخاص بالمعلمين المغتربين، والمجاور لمبنى الجامعة، وهناك عرف رائد مكان غرفته السكنية والتي كانت بالطابق الثالث، ثم طلب منه الأستاذ عماد أن يستريح قليلاً من عناء السفر ليبدأ مع صباح الغد عمله، كما وعده بأنه سيعمل جاهداً على توفير كل ما يحتاج إليه خلال العام الدراسي، فنظر له رائد بامتنان، وشكره على مجهوده المضني معه..

انصرف الأستاذ عماد من أمام رائد بعد أن ودعه، ثم أمسك رائد بمقبض الباب الخشبي، ودلف إلى داخل غرفته الجديدة..

كان العامل قد أحضر قبل قليل حقيبة سفر رائد، وأسندها على الفراش، فاقترب رائد منها، ومد يده ناحيتها ليفتحها ويفرغ محتوياتها، بحث رائد بعينيه عن مكان خزانة الملابس فوجدها موجودة بأحد أركان الغرفة، وإلى جوارها يوجد طاولة صغيرة، وكذلك مكتبة صغيرة بها عدد من الأرفف، وفي تلك اللحظة تذكر رائد أمراً هاماً، لقد نسي تماماً أن يحضر حقيبة كتبه الأدبية من السيارة التي كانت تقله إلى البلدة، لقد وضعها أسفل مقعده، ونسى أن ياخذها معه وهو يترجل من السيارة..

ضرب رائد جبينه بمقدمة يده، وظل يلعن حظه العثر الذي أنساه ذلك الكنز الأدبي الثمين..
زفر رائد في انزعاج جليّ، وتبدلت ملامح وجهه للضيق وللعبوس، فأكثر ما يُحزن المرء هو أن ينسى دون قصد شيئاً غالياً عليه، وخاصة حينما يستحيل عليه استعادته..

رتب رائد ملابسه في الخزانة، وبدل ثيابه بملابس النوم المريحة، ثم أشعل المدفئة الموجودة في الركن البعيد من الغرفة لتبعث الدفء عليه، ثم اتجه رائد بعد ذلك ليجلس على مقعد خشبي هزاز موجود أمام النافذة العتيقة..

ظل رائد يتأمل منظر البلدة الطبيعي من نافذة غرفته، ثم مر بباله طائف جينا، وجمالها المغري، فابتسم في تهكم، فقد أدرك أنها ليست بالمرأة الهينة، ورغم هذا لم يفكر فيها طويلاً، فقد كان حزيناً على ضياعه لكتبه الثمينة..

في صباح اليوم التالي، استيقظ رائد مبكراً بعد أن استغرق وقتاً في الحصول على قسط من النوم، فالمكان جديد عليه، بالإضافة إلى أن عقله لم يتوقف عن التفكير فيما هو مقبل عليه اليوم..
دلف رائد إلى المرحاض، ثم اغتسل، وبدل ثيابه، واترتدى بنطالاً من القماش ذو لون رصاصي داكن، ومن الأعلى قميصاً اسوداً وفوقه ارتدى ذلك المعطف التقيل الأسود..

نظر رائد من نافذة غرفته ليتفقد حالة الطقس، فالوجد أن الشمس – على غير عادتها – مشرقة، والجو نوعاً ما أقل برودة عن الأمس..
مشط رائد شعره، وتأمل هيئته، وعَدَل من وضعية ياقة قميصه، ثم وضع القليل من عطره الهاديء، وسار في اتجاه الطاولة، وجمع بعض من متعلقاته الشخصية، ووضعها في حقيبة يد جلدية صغيرة، ثم اتجه ناحية باب غرفته، ودلف إلى الخارج، ثم أوصد الباب، وسار في اتجاه الدرج..

توجه رائد إلى مبنى الجامعة، وقابل عدداً من الطلاب في طريقه، بالإضافة إلى بعض من زملاء العمل، فرحبوا به..
سأل رائد أحد عمال النظافة عن مكان قاعة التدريس الخاصة بمادة الأدب الانجليزي، فأرشده العامل إلى مكانها، ثم دلف رائد إليها
كانت القاعة واسعة وعريضة، ومليئة بالمدرجات الخاصة بالطلبة، والتي تتدرج للأعلى لتشكل سلماً..

كان الطلبة قد بدأوا بالتوافد على القاعة، والكل يرمق هذا الأستاذ الجامعي بنظرات متنوعة ما بين تساؤل واستغراب..
قدم رائد نفسه إلى طلابه، وبدأ في التحدث عن تاريخ الأدب الانجليزي بإسلوب سلس وجذاب يعتمد على طريقة التشويق، ثم تطرق بعد هذا إلى أهم رواده، وكيف تطور على مدار السنون من خلال عبارات بسيطة ومرتبة..

استطاع رائد أن يجذب انتباه الطلاب طوال وقت محاضرته، فالكل متشوق ليعرف المزيد والمزيد عن الأدب الانجليزي بالرغم من صعوبتها كمادة للدراسة، ثم توقف رائد عن السرد عند جزئية مشوقة، فجعل الطلبة يتذمرون ويطالبونه بعدم التوقف فقد نجح في إثارة فضولهم، ولكنه بكل حرفية طلب منهم إجراء بحث بسيط عن تلك الجزئية، فوافقوا دون تردد، ثم تركهم وانصرف..

عاد رائد إلى غرفة أعضاء هيئة التدريس ليجد جينا – ذات الفستان الأحمر الناري – جالسة على الطاولة المستديرة التي تتوسط الغرفة وهي واضعة ساقها البيضاء فوق الأخرى، وترمقه بنظرات مثيرة..
أطرق رائد رأسه في حرج، فبرغم برودة الطقس إلا أن تلك المرأة تتعمد ارتداء ما يبرز مفاتنها لتثير شهوات الرجال، وما يجعل أنظارهم دائماً مسلطة عليها، ثم سار في اتجاه مكتب بعيد مجاور لنافذة عريضة قد تم تخصيصه له..

سحب رائد المقعد الخشبي المبطن بالقماش الجلدي الداكن، ثم جلس عليه، وبدأ في ترتيب أوراقه، ولكنه تفاجيء بجينا تقف أمامه، وتتفحصه عن كثب، فأخفض عينيه و..
-جينا بنبرة ناعمة، ونظرات جريئة: صباح الخير رائد
-رائد بنبرة متحشرجة، وبصره مجفل للأسفل: صباح الخير
-جينا متسائلة بصوت دافيء: هل انتهيت من محاضرتك؟
-رائد بإقتضاب: بلى.

مطت جينا شفتيها بطريقة مغرية، ثم جلست بجسدها على سطح مكتبه، فاتسعت عيني رائد في ذهول من تلك الحركة الجريئة، ثم أخذت جينا تهز في ساقها المتدلية بهزة خفيفة وثابتة مما اضطر رائد لأن ينهض عن مكتبه، و..
-رائد بنبرة جادة: لقد تأخرت عن موعد هام
نهضت جينا عن سطح المكتب هي الأخرى، والانزعاج قد بدى واضحاً على وجهها، ثم وقفت قبالة رائد لتسد عليه الطريق و..
-جينا بنبرة أشبه للفحيح: ولكني لم أبدأ بالحديث معك بعد.

-رائد بنبرة رسمية: وأنا ليس لدي وقت
لم تتحرك جينا من أمام رائد، وظلت ترمقه بنظرات عميقة جعلته يتسائل عن سبب إصرارها على التقرب منه، فأخبرته أنها تحبذ نوعه من الرجال، فهم قليلون للغاية، بالإضافة إلى شخصيته الفريدة من نوعها..

شعر رائد بنوع من الإطراء، مما حمّس جينا أكثر لكي تتحدث معه بأريحية تامة، ولكنه لم يُعجب بطريقتها المتساهلة في الحديث، وحاول أن يبدو مهذباً معها، ولكن كل حديثها كان يشير إلى أن الطريق إليها سهل ولن يكلفه العناء..

رمق رائد جينا بنظرات متأففة، ثم استأذن بالإنصراف، ولكنها أبت أن تتركه لشأنه مما جعله ينفعل عليها، و يدفعها بحدة بكتفه لكي يمر، ثم سار في اتجاه باب الغرفة، ودلف للخارج، وكان على وشك الصدام بأحد الأشخاص ذوي القامة القصيرة، والجسد الممتليء بالشحم، ولكنه تفاداه بأعجوبة، فتوقف هذا الزميل قبالته، وابتسم له ببلاهة وهو يرحب به، و..
-أيمن بنبرة مرحة: أنا أيمن، يبدو أنك قد نسيت اسمي.

-رائد بجدية: معذرة، فأنا جديد هنا وآآ…
-أيمن مقاطعاً بنبرة مألوفة: لا تشغل بالك، يومين في تلك البلدة الكئيبة وستعتاد كل شيء
ابتسم رائد ابتسامة مصطنعة، ثم فكر في أن يسأله عن..
-رائد متسائلاً بنبرة شبه جادة: هل يمكنك مساعدتي في أمر ما؟
-أيمن بحماس: بالطبع.

-رائد بهدوء، ونظرات ثابتة: لقد أضعت كتبي، وأريد أن أشتري بديلاً لها، فهل يمكنك أن تدلني على مكان لبيع الكتب، أو حتى مكتبة قريبة أستعير منها بعض الكتب
-أيمن وهو يزم شفتيه: مممم، يوجد هنا مكتبة ملحقة بالجامعة، ولكنها في حالة مزرية، ومغلقة للصيانة
-رائد باستغراب: كيف هذا؟
-أيمن بنبرة آسفة: لقد أفسدتها مياه الأمطار، وبالتالي تم اغلاقها، ولكن إن شئت يمكنني أن أقرضك بعضاً من كتبي.

-رائد وهو يلوي فمه في امتعاض: شكراً لك، ولكني أحبذ امتلاك كتبي بنفسي
صمت أيمن قليلاً لكي يفكر في بديل عن مكتبة الجامعة، وكأن عقله قد أضاء فجأة، فبادر ب…
-أيمن بنبرة متلهفة، ونظرات مشرقة: لقد تذكرت
-رائد متسائلاً باستغراب: تذكرتُ ماذا؟
-أيمن بنبرة حماسية: هناك مكتبة بعيدة توجد على أطراف البلدة، لا أعلم إن كانت مازالت تعمل إلى الآن أم لا، ولكني سأدلك عليها على أي حال.

-رائد بنبرة ممتنة: أشكرك على تعبك..
-أيمن متابعاً بنبرة عادية: لحظة أكتب لك العنوان في ورقة
دلف أيمن إلى داخل غرفة أعضاء هيئة التدريس، في حين ظل رائد متواجداً بالخارج، وسمع صوت همهمات دائرة بينه وبين جينا، ثم بعد لحظات عاد أيمن إليه وهو يحمل ورقة مدون عليها اسم المكتبة وعنوانها..
أمسك رائد بالورقة، وقرأ ما دون بها وعلى وجهه علامات إندهاش واضحة و..

-رائد بنبرة متعجبة، ونظرات استغراب: المكتبة تدعى كتاب الحب
-أيمن مبتسماً ابتسامة عريضة: بلى، فصاحبها كان شغوفاً بالكتب، بل الأحرى أن تقول مهوساً بهم، ويعشقهم كما لو كان يعشق فينوس آلهة الجمال..
مطت رائد شفتيه في استغراب أكثر، ورفع أحد حاجبيه في حيرة، ثم شكر أيمن مجدداً على مساعدته له، وانصرف..

إستندت جينا بجسدها على باب الغرفة، وعقدت ساعديها أمام صدرها، وظلت تتابع رائد وهو ينصرف مبتعداً عن المكان، ثم ابتسمت في تهكم، وتعهدت لنفسها بألا تترك ذلك المثير الغامض يفلت من شباكها، فقد نجح في خطف أنظارها…

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى